ايام في مدينة الضياع

صحوت مثل كل يوم حيث انام غسلت وجهي وجلست على الكرسي انظر الى شروق الشمس على وجه البحيرة لقد مرت سنة كاملة منذ ان بدات الرحيل عندها لم اتحمل ما حدث في حياتي كنت امر يوميا الى داري وانا ارى الناس تنظر الي وبالرغم من انني وضعت نظارة سوداء على عيني حتى لا اراهم لكن همسهم علي خرق اذني كانوا يسالونني عنها يوميا يريدون ان يعرفوا اين رحلت ولماذا عدت وحيدا هذا حال الناس دائما لا يعلمون انني كنت اراها كل يوم ترقص على الحان جروحي وبالرغم من سؤالها الدائم عن حالي الا ان جرحي كان اعمق من ان يلتئم بسؤالها تذكرت كيف اوقفني احد الناس وسالني عنها لماذا يراها مع شخص ثاني وكيف رحلت صرخ بوجهي وهز كتفي ولم اتكلم ماذا اقول وكيف اصف ما حدث لعل كلماتي هذه تصف لحظة وداعها
لماذا عدت والى من
اجمعي كل الحقائب واخذي كل شيء ولا تعودي ....لو اردت ان اضعف واصافح عزتي تقطع يمني
لخاطر الله اتركيني صدمة فيها اختبر صبري..........وامشي فوق جروح عمري
طعنتيني بكبريائي واليوم تشاهدين دمعي................اهذا هو الوفاء
من اين اطفي جروحي كلها ضاعت ايامي هباء...........ما بقت عندي ذريعه ومعنى للحب والوفاء
مااريد اشتكي لاحد المعذرة يا اصدقاء..............الليلة اريد ابقى بعزلتي وحدي اتجرع صدمتي
الله يعطيني الصبر واطلب من الله العزاء
هذه كانت لحظة الوداع لا اتذكر بعدها الا انفجاري من التفكير وهروبي من محاربة الناس لي وتذكيري بغدر حبيبتي اخذت حقيبتي صباح ووضعت قبعتي ونظارتي وتوجهت الى المطار الى طريق الهرب من حياتي ومن تساؤلات الناس حولي جلست انتظر الرحلة وانظر الى الموجودين في المطار كانت وجوه كل القادمين سعيدة ووجوه المغادرين كئيبة نادوا على الرحلة فكنت اول الصاعدين نظرت من النافذة اراض تمتد لملايين المسافات وملايين الناس يعيشون فيها وعجبا لم ارد من هذه الملايين الا واحدة ومن المسافات الا بضعة امتار اعيش فيها بسلام وتسائلت لماذا لا يكون لنا نحن المجروحون مكان بين الارض والسماء يتركوننا لجرحنا لوحدنا
وصلت الطائرة ونزلت الى الارض الملعونة استقبلتني بعاصفة اخذتني باحضانها حتى كادت تقتلعني الكل كان سعيد بقدومي في هذه المدنية فقد زاد عدد سكان مدينة الاحزان شخص جديد سرت ايام وليالي في ظلام وفي اضواء الشوراع. اه .....اه يا روحي اصعب سفر سفر بلا امال نمت في الحدائق وعلى الارصفه كتبت اشعاري جروحي كانت غطائي وفراشي ابحث عن دواء لعلتي في مدنية الاحزان مدينة كئيبة لا الوان ولا شمس ولا قمر عواصف وظلام واصوات ضحكات مستهزءة اجلس ساعات وامشي ساعات بلا هدف ولا جهة اقصدها رحال الله يعين البشر مرات يحمل قهر ما تحمله الجبال
كم ليله زارني الشوق لها وكم ليله نفذ الدمع من عيني وانا اتذكر رقصها بفرح امامي كم مرة قررت ان اعود
الى ارض الامل لكني لم اجد املا واحدا ينتظرني طاردتني عيون الناس في كل مكان وطاردت انا خيالها الى اخر الارض حتى وصلت اليوم الى ارض مدينة الاحزان .هل تعلمون انها فاجئتني يوما وارادت العودة الي اخبرتني انها لم تنساني يوما وانها لم تكف عن حبي يوما ولكن للاسف كان بعد ان قررت الرحيل الى الابد.
فجاءة نزل المطر عندما ينزل المطر ياتي الامل وامتزج مع دمعي فلم افرق بينهما الا لون الاحمر في دمعي وظهر لي الزمان يحمل الناي وجلست بجواره جروحي تمسك الطبلة وبدؤا بالعزف حضرت هي وحضر كل الناس مسحت عيني ونهضت وقمت هي ترقص تحت المطر ونهضت انا لارقص لحزني ولالامي في ظلمة الليل ووحشة المكان كان الجريح يرقص على اوتار الزمان رقصة الحزن الطويل وغدر الحبيب والزمان
احضروا الطبل والناي والدف وتعالوا لحفلتي استمريت بالرقص وحيدا حتى تعبت ونمت تحت المطر مثلما كنا انا وهي نسير بفرح تحت المطر مثلما جلسنا يوما امام النافذة نشاهد المطر.وهذه هي رحلتي
فااعلمي ان ماحدث ليس بسببك فلا تنغري انه بسبب قلب احب واراد الخير لمن يحب ولم يمنع حبيبه من الرحيل عندما احب فرجائي اتركيني في هذه المدينة ارقص كل ليلة في الظلام وتحت المطر فبعدها ياتي الصبح لا شد الرحال من جديد انا الرحال احمل اثقالي على ظهري واسير ليلا ونهار بلا امل.

عذبني اقبل ..... واجرحني اقبل...بس لا تقولي انك نسيت
تفرح احبك...وتغضب احبك...وبكل شي منك اني رضيت
اسقيني هم وجراح... عذبني حتى ارتاح
صدقني وانت بعيد....عمري هجرني وراح
انتهيت اني والله بعدك انتهيت
حاولت انسى عيونك بس نسيت
انك في كل الاماكن مع روحي انت ساكن
وسفة حبيتك يا خاين وانت ما وفيت